الموسوعة الإعلامية




ناجي الزهيري

بدون مقدمات وبدون توطئة لأن الكلام عن الفساد ومحاربته والنزاهة وملفاتها والفاسدين ومواقعهم موجود في كل صفحات التواصل الإجتماعي والصحف وعلى برامج القنوات الفضائية كافة ، هنا أريد فقط أن أسلط الضوء على اللذين يدعون للنزاهة ومحاربة الفساد ومصداقية هذه الدعوات وأسأل ،

 من هم ؟ هل هم نزيهون ؟ من ورائهم ؟ هل هم مستقلون ؟ هل نعرفهم ؟ هل هم صادقون ؟

 اذا أجبنا على هذه الأسئلة أو حتى بعضها قد نكتشف ما لايسر ، هناك مثل عراقي يقول ( إحنه ولد الگريه كل واحد يعرف أخيّه ) ، وحقيقةً إننا نعرف الكثير ممن يخرجون على وسائل الإعلام ويدعون للنزاهة ومحاربة الفساد وغيرنا يعرف أيضاً هؤلاء وغيرهم ومن خلال المعرفة هذه ولأننا ولد الگريّه لدينا شكوك في هذه الدعوات وهذه الشكوك لم تأتي من فراغ ، ساُصنّف هنا اصحاب هذه الدعوات الى صنوف ؛ مسؤولون سابقون ، حزبيون خارج السلطة ، حزبيون في السلطة ، موظفون كبار وصغار ، إعلاميون ، وسائل إعلام  ، المواطنون العاديون ، وأخيراً البرلمانيون ،

 نبدأ بهم ( واحد واحد ) وبإختصار ، أغلب ملفات الفساد والتسريبات نسمعها من أشخاص كانوا في السلطة وعند خروجهم منها وإنتفاء المصلحة بدأوا بالحديث عن النزاهة وكشف الملفات وهؤلاء لايمكن الوثوق بهم ، وهناك من هو خارج السلطة ولم يجرَّب حتى يرى الناس مصداقيته سيما وان أشباههم من الذين كانت اصواتهم عالية ضد الفساد إنخرطوا به عند وصولهم الى كرسي السلطة ، أما المسؤولين في السلطة فهم يدافعون عن أنفسهم ويحاولون التغطية عن فسادهم وأيهام الناس بأنهم المحاربين للفساد والمفسدين ،

 ليس خافياً على أحد حجم الفساد والتزوير والمحسوبية والمنسوبية في دوائر الدولة كافة وفِي جميع المحافظات والوزارات وهذه تدار من موظفين كبار وصغار وهؤلاء تجد أصواتهم ( تلعلع ) عند الحديث عن الفساد ومحاربته ، صنف الإعلاميين للأسف وهم زملاء لايختلفون كثيراً عن الأصناف الأخرى فقد تجدهم هنا في منبر معين يحاربون الفساد ويدعون للنزاهة ولكنهم في منبر آخر تجدهم أقل حدة أو يغضون النظر وهذا يأتي حسب سياسة المؤسسة  الإعلامية التي يسترزقون منها ،

 وكذلك أغلب وسائل الإعلام تكيل بمكيالين فهي ترفع سقف المحاربة عن جهة معينة وتخفضه عن جهة أخرى بل وتدافع عن جهة فاسدة وحسب الولاء والدفع المسبق وحتى ان هناك اصحاب قنوات مسؤولون في الدولة وهم فاسدون وبنفس الوقت وسائلهم الإعلامية تدعوا الى محاربة الفساد ، أما اخوتنا وأهلنا المواطنون العاديون وهم المتضررون  الحقيقيون والذين تجد آرائهم ودعواتهم على صفحات التواصل الإجتماعية وفِي المقاهي والدواوين فهؤلاء يتحكم بهم الإعلام الحزبي والموجه عادة 

فدائماً ما نرى ان موضوعاً معيناً هو حديث الساعة وتجد له صدى كبير في الكتابات والتعليقات  وهو بالحقيقة موضوع مطروح من جهة معينة وموجه للتغطية على قضية معينه وبالتالي ان إختيار المواضيع وإدارتها يتم عن طريق وسائل الإعلام عامة والحزبية منها بالخصوص وليس من إختيار المواطن ،

 أما السادة أعضاء البرلمان والمفروض انهم ( الجهة الرقابية ) واللذين نجدهم دائماً على القنوات الفضائية المختلفة وهم يتحدثون عن النزاهة ومحاربة الفساد وبأصوات عالية لكن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً ، فالبرلماني متهم بالفساد إبتداءً فهو يأخذ رواتب لخمسة عشر من الحماية تذهب لحسابه الخاص مباشرةً وأغلبهم لديه فقط اثنين او ثلاثة من الحماية ويأخذ الباقي ( حلال زلال ) وكذلك أغلبهم من يتمتع براتبين وحتى ثلاثة ناهيك عن ( المنا مِنّا ) ، بالنتيجة فإن الصورة مأساوية في الطرف الآخر ( الداعون للنزاهة ومحاربة الفساد ) ،

 قد يسأل سائل لماذا هذه السوداوية ؟ 

وجوابي ان الأمر هو هكذا فعلاً وهل هناك غير السواد في المشهد العراقي ؟ طبعاً وكما يقال ( لو خليت قلبت ) نحن نتكلم عن الأعم الأغلب من هذه التصنيفات وغيرها ، أخيراً أقول ان كل هذه الدعوات والدعوات المضادة والقيل والقال يمكن معالجته بشيء واحد لاغير وهو القانون وصرامته في التطبيق وإلا سنبقى نجرب ونجرب ونكتب و( نصيّح ونهوس ) والحال كما هو الى يوم يبعثون .

 


@*@model web.ViewModels.NavMenuVM*@