الموسوعة الإعلامية




علاء الخطيب

لقد حقق العراق نصراً تاريخياً  معمداً بدماء  وتضحيات شبابه ورجاله الاشاوس  ، نصراً كان جديراً بأبنائه الذين صنعوا التاريخ ولم يركنوا او يكتفوا بتاريخ اجدادهم ، ولم يرددوا اناشيد الماضي بل أنشدوا سيمبفونية  المجد التي  ألفوها مستوحين لحنها  من صوتٍ خرج  من بيت متواضع في حارةٍ ضيقة  في مدينة  النجف،  هو صوت المرجع الأعلى السيد السيستاني ، لم تكن تلك الكلمات عادية ولم تكن كغيرها من الكلمات. 

 

كلمات رسمت  ملامح النصر ، رغم اجواء الترقب والاحباط والانكسار. 

 لقد عرف السيد السيستاني ان خطورة الهزيمة النفسية الداخلية أشد من الهزيمة العسكرية فبادر الى  خلق الدافع والرغبة في قتال الارهابيين، لقد خلقت تلك الكلمات روحاً عقائدية بعد ان عقرت أرحام الوطنية او كادت ، فتشكل الحشد كانتفاضة على الاحباط والفشل . كان وقع الهزيمة كبيراً لكن عزم  المهووسون بحب الوطن  وإصرارهم   على العزة اكبر،  والمؤمنون بالنصر اعظم  روحاً و قوة وصلابة في مواجهة الارهاب  . كانت وجوه المقاتلين يعلوها ابتسامة ورؤية بحتمية النصر ، تلك الرؤية التي لا يعرفها المهزومون والمتواطئون على فشل العراق.

 

لقد كان صاحب النصر مطمئناً  الى رجاله وكان رجاله لا تأخذهم  لومة لائم  ولم يلجأوا إلا الى ركنهم الوثيق . لذا يحق لهم ان يحتفلوا بإنجازهم العظيم ويحق لهم ان يشاركوا في رسم مستقبل وطنهم  ، وان يحافظوا على تجربتهم العراقية  الأصيلة. مهما كثر المدعون بالنصر. 

   

 لم يصنع  النصر الردَّاحون والراقصون على جثث  الشهداء ولم يصنعه الشاتمون  والشامتون في الفضائيات العربية والعراقية  وان تصدروا المشهد، واغتصبوا اللحظة التاريخية في إعلانه ، فمئات المهرجانات وكل اْبواق الدعاية لن تستطيع ان تحجب الحقيقة الواضحة التي هي  كالشمس في رابعة النهار.  فالنصر  ليس وليداً غير شرعي بل له أبناء وأبناء.

 

يمكن للمطبلين  للنصر ان  يعيشوا اللحظة ولكنهم لن  يستطيعون  إدامة  الزمن  أو ان يكتبوا التاريخ او يزوروه. 

 لقد  اراد الرداحون تفريغ  الوطن من عناصر قوته وان يكسروا ذراعه الضاربة، فرددوا كلمة حق يراد بها باطل. وهي (( ان لا سلاح خارج إطار الدولة وان سلاح الدولة هو السلاح الشرعي الوحيد))،  رغم ان فصائل المقاتلين والمقاومين  كانوا تحت إمرة الدولة والقائد العام  وان سلاحهم هو شرعي  مشرَّع بقانون عراقي بحت. وان بقائه من عدمه مرهون بقرار عراقي كذلك.

 

 ان من  يريد حل الحشد يعني إسقاط اوراق القوة من أيدي العراقيين ، وان يجعلهم في تهديد دائم ، لقد آن الأوان ان تكون هناك مواقف واضحة  وصريحة من قبل السياسيين لكي لا يقعوا  بفخ الدول التي تريد ان يبقى العراق ضعيفاً ، وعلى أبناء النصر ان يقولوا كلمتهم دون مواربة وهي انهم ليسوا بنادق للايجار اومقاتلون وقت الحاجة ، بل هم حملة الهم الوطني.

 

 ان من يريد العراق عليه ان يقبله كما هو دون شروط ،  بجيشه وحشده وقواه الأمنية  وأبناء عشائره الابطال فلا يمكن التبعيض  والانتقاء ، ان التنازل عن الثوابت الوطنية سيجر الى تنازلات اكبر  تمس السيادة والكرامة ، لذا علينا ان نقف ونقول بصوت واحد   لا تعولوا على قوة الاخرين بل عولوا على قوتكم الذاتية وإيمانكم بوطنكم. 

 فما زال صاحب النصر موجوداً فلا تخذلوه. 


@*@model web.ViewModels.NavMenuVM*@