الموسوعة الإعلامية




ناجي الزهيري

لاشك اننا نسمع ونقرأ ونشاهد يومياً ومنذ سنين حملات ودعوات ومقالات وتعليقات ومقابلات ومظاهرات وجميعها تدعوا الى محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين وهذه النداءات والمطالبات نسمعها من المواطن بمختلف مستوياته كما نسمعها من السياسيين والمسؤولين على حدٍّ سواء ،

 بل ونسمعها من الفاسدين أيضاً وبأصوات عالية ، للأسف ان كل هذه الدعوات والمطالبات لم تمس الفساد والفاسدين وضلت تدور حول العموم والتعميم ولم تشخص الفاسد ولذلك لم نجد لها أثراً واقعياً أو تأثيراً يذكر ، كثيراً مانسمع الخطابات الرنانة ومن أعلى هرم في السلطة لمحاربة الفساد وحتى الدعوات التي تطلقها المرجعيات الدينية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني ولكننا لم نسمع يوماً أن كل هذه الدعوات شخّصت الفساد والفاسدين وأشرت عليهم وعلى أسمائهم ومواقعهم 

ولذلك لم نرى فاسداً كبيراً من رؤوس الفساد خلف القضبان وامام العدالة وكذلك لم نرى أو نسمع ان ملفاً من ملفات الفساد الكبيرة وحتى المتوسطة قُدِّم امام القضاء والعدالة ، لذلك ترى الفاسدين مطمأنين وأصواتهم عالية ولازالوا يمارسون السلطة والنفوذ والتأثير لأنهم لم يُمَسّوا من أحد وكل ماقيل ويقال هو عموم ولم يكن هناك تشخيص أبداً ،

 ولذلك وعندما تريد أن تحارب الفساد حقيقةً وواقعاً عليك أن تؤشر على الفاسد مباشرةً وتشخصه وتقدمه للعدالة لأن الخطابات  والشعارات لن تكون ذات فعالية وإن خرجت من أعلى المستويات مالم يرافقها فعل حقيقي على ارض الواقع .

 


@*@model web.ViewModels.NavMenuVM*@