الموسوعة الإعلامية




ناجي الزهيري

قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ،  بعد ماظهر من تحالفات وإئتلافات قطع الشك باليقين من أن لا تغيير يلوحُ بالأفق ولا إصلاح قادم في العراق على الأقل في السنوات الأربع القادمة ، التحالفات الجديدة القديمة أظهرت ان الأمر لا يتعدى إعادة إنتاج وتدوير الزعامات والتخندقات الطائفية والقومية والفئوية وإن كل ماسمعناه في الفترة السابقة من تصريحات وخطابات حول قائمة أو تحالف عابرة للطائفية كان مجرد استهلاك آني لم يسعى له أحد على الإطلاق وبقي الجميع متخندقاً في خندق الطائفة أو القومية وعليه لن يكون هناك تغيير سياسي في الدورة الإنتخابية القادمة وأن البرلمان القادم سيبقى محكوماً من الزعامات التقليدية تحركه كما تشاء سيما وأن القانون الإنتخابي لم يتم تعديله والذي يسمح لرئيس الكتلة بالتحكم بما يشاء من صعود أعضاء البرلمان من كتلته وبالتالي تحكّمه بالكتلة النيابية ،
 وكما في الدورات السابقة فان التحالفات بنيت على توافقات وتفاهمات بتوزيع المقاعد والمناصب والإمتيازات ولم تبنى على برامج انتخابية التي لم يطرحها اي حزب أو كتلة لحد الآن وهذا مؤشر آخر على ان اي تغيير في العملية السياسية سوف لن يكون وان شعارات محاربة الفساد وإلغاء المحاصصة لم يعد لها أي مصداقية حيث ان أغلب المؤتلفين والمتحالفين متهمين بالفساد وعلى نطاق واسع وسيعمل الجميع على التغطية المتبادلة كما كان الحال في السابق ،
 كما ان الإعتماد على الناخب العراقي في التغيير هو رأي غير واقعي فالناخب ليس له خيار بالإنتخاب غير هذه الوجوه والأحزاب القديمة الجديدة التي تحكمت بالمفوضية ( المستقلة ) للإنتخابات ونجحت بعدم تعديل قانون الإنتخابات حتى لاتسمح بتغيير اللعبة الإنتخابية بحيث تسمح لمن يزاحمها على حصد مقاعد في البرلمان وبالتالي فان الناخب العراقي سوف لن يكون له حول ولاقوة بالتغيير  وبالنتيجة فأن الحاكمون السابقون سيكونون هم اللاحقون ولو بعد حين .


@*@model web.ViewModels.NavMenuVM*@