الموسوعة الإعلامية




علاء الخطيب

 

من المتعارف عليه في قوانين الدنيا ان من يتربص بك هو العدو ،فهو يترصد حركاتك  وسكناتك كي ينقض عليك ويوقع بك كي تنهار ، فقد جاء في القران الكريم  (  ونحن نتربَّص بكم أَحَدَ الشرّين : عذاباً من اللّه أَو قَتْلاً بأَيْدِينا) ، اما ان يتربص بك الشريك او القريب والصديق  فهذا ما لا تجده الا في دولتنا العتيدة . 

 

 فما من نصر يحققه العراق إلا وكان شركاء العملية السياسية له بالمرصاد ،  تراهم يخرجون علينا بتصريحات  ومشاريع تنغص علينا فرحة النصر ،  فمن سرقة الثلاجات الى تهديم البيوت ومن التحريض الطائفي الى التشكيك بالجيش  والحشد وفِي كل الحالات  كنا نترك النصر ونتصارع على التصريحات ، ولم ينتهي هذا المسلسل٠ فبعد النصر الذي تحقق في الموصل وتلعفر  جاء البارزاني بمشروع الانفصال  فضيع علينا فرحة النصر وانشغلنا شعبياً ورسمياً إعلامياً  واجتماعياً بتداعيات الاستفتاء وكادت المواجهة ان تحصل لولا حكمة العقلاء . 

 

 وفِي غمرة تحرير مدينة القائم وتأمين الحدود العراقية السورية، أطلق الشركاء  قانون الأحوال الشخصية الذي عكر صفو الانتصار، وانقسم العراقيون بين مؤيد وبين رافض وانشغل الاعلام بالقانون ،  وما كاد  المهووسون بحب الوطن يتجهون نحو راوه اخر معاقل الارهاب ، ظهر علينا وزير العدل بقانون جديد اسماه مشروع التحكيم العشائري  ووصفه بانه سيساهم في تعزيز الامن الاجتماعي، رغم ان  الوزير الهمام اقسم على حماية النظام وسلامة الوطن ، والدستور يقول ان العراق دولة ديمقراطية ، لكنه يدعم القانون العشائري  الذي يحقق مقولة ( إلك بالقوي ).

 

لا ادري لماذا يتربص المتحاصصون بالعراق وهم يتقاسمون غنائمه وثرواته ، رغم ان من يضحي لا يطالبهم بشيء سوى سلامة الوطن . ولماذا يصرون على الفوضى وعلى ديمومة الصراع السياسي بينهم ؟ 

 

 هل لانهم يخشون الاستقرار والأمن والعقاب  ؟ ام انهم يخافون العراق القوي المهاب ؟ 

 

 ربما تكون كل الأسباب حقيقية وذلك لانهم فاسدون ويعلمون انهم فاسدون وسيطالهم العقاب  وان الدور سيأتي عليهم فيما اذا تنعم الوطن بالامن، فهم والارهاب وجهان لعملة واحدة.

 

المتربصون بالوطن هم السياسيون  السراق ، المتربصون بالوطن هم مطلقي موجات التخلف والشعارات الكاذبة، هم مدعي  الإصلاح بالعلن والمتسترون عليه بالخفاء، المتربصون بالنصر،  هم اؤلئك الذين لا يؤمنون بالعراق كدولة فاعلة ورائدة بل يريدونه دولة تابعة خاوية من أسباب القوة . 

 

 المتربصون  هم الأعداء الخفيين. الذين استمرؤا النفاق والتكسب على حساب الفقراء والضعفاء ودماء الشهداء ، هم المتاجرون بالوطنية وبالوطن ، هم اكثر المنتفعين منه . 

 

  هم اؤلئك الذين قال عنهم الرصافي  رحمه الله 

 

  

 

 لا يخدعنك هتاف القوم في الوطن ٠٠٠٠٠٠٠ فالقوم في السر ليس القوم في العلن


@*@model web.ViewModels.NavMenuVM*@