الموسوعة الإعلامية




سالي المبارك

لماذا في سنة ٢٠٢٣  بالتحديد ؟وكيف سيُصبِح شكل تركيا؟ 

بحلول سنة ٢٠٢٣ سينتهي العمل بأتفاقية (لوزان) بعد مضي مئة عام على توقيعها بتاريخ ٢٤/تموز /١٩٢٣ بين تركيا من جهة ودوّل الحلفاء المنتصرة بالحربِ العالميةِ الأولى من جهةٍ أخرى وقد سُميت لوزان نسبةً الى مدينةِ لوزان في سويسرا المكان الذي تم توقيع الأتفاقية فيه . 

تألفت هذهِ الأتفاقية من ١٤٣ مادة وضعتها كل من بريطانيا وفرنسا وأيطاليا ووقع عليها مصطفى كمال أتاتورك  فكانت نهاية الأمبرطورية العثمانية وبداية عصر جديد أُسست فيه الجمهورية التركية  بقيادة مصطفى كمال أتاتورك .

حددَّت تلك المعاهدة حدود عدَّة بلدان مثل اليونان وبلغاريا وتركيا والمشرق العربي و تخلت فيها تركيا لليونان عن جزر في بحرِ إيجه وأُجبرت على التنازلِ عن مساحات واسعة من الأراضي التي كانت تحت نفوذها في كلِ من قارةِ أسيا وأفريقيا وأوربا  ، وقضت المعاهدة بتخلي تركيا عن السيادة على كل من قبرص وليبيا  ومصر والسودان وأصبح كل من العراق وفلسطين والأردن تحت الأنتداب البريطاني وسوريا ولبنان تحت الأنتداب الفرنسي وهكذا تقاسمت  دول الحلفاء المنتصرة أملاك الأمبرطورية العثمانية التي أطلقوا عليها  أملاك الرجل المريض . 

ومن المواد المهمة ألتي جاءت في بنودِ الأتفاقية هو منع تركيا من أستغلال مواردها الطبيعية والتنقيب عن البترول في أراضيها لمدة مئة عام ،وأعتبار مضيق البوسفور ممر مائي دولي ولايحق لتركيا تحصيل أي رسوم من السفنِ المارةِ فيه ويُعتبر هذا المضيق ممر مائي مهم جداً في تسيير حركة الملاحة العالمية لكونه يربط بين البحر الأسود وبحر مرمرة ومن ثم الى البحرِ المتوسط .

هذهِ البنود الخطيرة في أتفاقية لوزان وضَعت بكلِ ذكاء من قِبَلِ  دول الحلفاء  لغِرض منع تركيا من النهوضِ الأقتصادي بعد الحرب وأستعادة مجدَّها العثماني.

بحلول سنة ٢٠٢٣ ستتحرر تركيا من هذهِ الأتفاقية الجاثمة  على صدرها منذُ مئة عام وسيبدأ عصر جديد  في تاريخ تركيا الحديث ستسرع بالتنقيب عن النفط في أراضيها وتستحصل الرسوم من السفن المارة عن طريق مضيق البوسفور بالأضافةِ الى فتحِ قنوات مائية جديدة .

ومن هنا نفهم مايدور في منطقةِ الشرق الأوسط  من  صراعات ومحاولة أشعال الحروب  وأدخال تركيا فيها لتقييدها بسلاسل معاهدة أخرى  قبل  تاريخ نفاذ معاهدة لوزان  وصنع حدود جديدة  لِدويلات صغيرة  بعد تقسيمها ورسم حدود  خارطة شرق  أوسط جديد  فليس من مصلحة أمريكا وأوربا    ولامصانع السلاح في العالم وجود شرق أوسط   أمَّن وخالي من الصراعاتِ المسلحة والحروب فهل سيفهم الحُكام العرب وأصحاب القرار في كل من   أيران وتركيا مايُحاك لهم في الخفاء أم سيمضون بِشعوبهم  نحو المحرقة .


@*@model web.ViewModels.NavMenuVM*@