الموسوعة الإعلامية




وليد خيون زاجي

 

يواصل الجيش التركي وبالتعاون مع الجيش السوري الحر عملياته العسكرية ضد ( قوات سوريا الديمقراطية )  في مدينة عفرين الواقعة في شمال شرق سوريا , وهذه القوات تخضع لقيادة كردية كما يشكل اكراد سوريا فيها أكثر من 80% والبقية من العرب والسريان والايزيديين ,

الهجوم جاء بعد الاعلان عن قيام أمريكا بتشكيل وتسليح قوة كردية لمسك الحدود السورية التركية , الرئيس أوردوكان اعتبر هذه الخطوة الامريكية تكريس لواقع جديد سيترك تداعيات خطيرة على الامن القومي التركي , وهدد بالتدخل العسكري في عفرين وانه لا يسمح بــه مطلقاً , أن الخطوة الامريكية تؤكد غياب أي رؤية استراتيجية اتجاه اي حل في سوريا , إلا التقسيم وهذا بعيد المنال بوجود اللاعب الروسي  ,

تركيا التي لم تجني شيئا من (خراب ) سوريا تحاول الى أقصى حـد استغلال القرار الامريكي لجني ما تبقي من البيدر السوري , لكن ما اريد توضيحه هو الى متى سيبقى الاكراد يدفعون اثمانا باهظة لتحقيق أحلامهم القومية الغير قابلة للتحقيق ؟ ان الاكراد جزء من النسيج الديمغرافي للدول المنطقة وعليهم ادراك ذلك بجديه دون خوض معارك وحروب بالوكالة عن هذا الطرف او ذاك فالورقة الكردية فاعلة في التجاذب تارة والتعاون تارة اخرى بين القوى الكبرى والاقليمية طيلة القرن الماضي ,

ففي عام 1930 سمحت أيران لقوات تركيه بعبور اراضيها لوأد انتفاضة كردية قام بها حزب ( خويبون ) او الوحدة بقيادة الجنرال الكردي إحسان نوري باشا في منطقة أرارات التركية والتي انتهت بهزيمة الانتفاضة والحزب , وفي عام 1946  ومقابل مكاسب كبرى في بولندا قرر الزعيم  جوزيف ستالين إيقاف دعمه للأكراد , مما سمح للجيش الايراني بالقضاء على ( جمهورية مهاباد ) الكردية في شمال غرب أيران ومقتل رئيسها الجنرال قاضي محمد وهروب وزير دفاعه الملا مصطفى البرزاني الى روسيا , وفي السادس من أذار عام 1975  وبرعاية وزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر وقّع نائب الرئيس صدام حسين ومحمد رضا بهلوي شاه ايران في العاصمة الجزائر على هامش قمة منظمة اوبك اتفاقية الجزائر , بموجبها حصلت إيران على حق الملاحة والتصرف في نصف شط العرب مقابل ايقاف الدعم الايراني لحركة التمرد الكردية في شمال العراق ,

وبعد ايام قليلة سقطت مدينة ( رايات ) وهُزمت الحركة الكردية وهرب الملا مصطفى البرزاني الى أمريكا ومات كمداً فيها , وفي خطوة غير مسبوقة ومع اصرار غير مبرر ورفض تام لكل الدعوات والنصائح , قرر مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان على اجراء استفتاء الاستقلال أقليم كردستان عن العراق في 25  أيلول من العام الماضي , حبس الجميع انفاسهم امام هذه الخطوة التي تهدد آمن المنطقة والعراق خصوصا , وفي 11  / تشرين اول 2017   وبمباركة ايرانية تركية ورضا امريكي واضح تمكن الجيش العراقي من استعادت كامل مدينة كركوك ومدن وقصبات عديدة من أيدي البيشمركة , التي انهارت بسهولة امام جحافل الجيش وقوات الحشد الشعبي , ومعها سقط التحالف الكردستاني وتبادل الحلفاء الاتهامات بالتردد والخيانة , وسقط مسعود بارزاني أيضاً ,

وهناك الكثير من الهزائم والخيبات والتي دفع الشعب الكردي ثمنها الباهض واتمنى ان تؤجل أحلام الاستقلال والنزعات الانفصالية الى حين ويؤمنوا بأنهم أبناء وبناة لهذه الاوطان الجميلة المعطاء ,,,,


@*@model web.ViewModels.NavMenuVM*@