الموسوعة الإعلامية




وليد خيون زاجي

أثارت الاحتجاجات التي جرت في عدد من المدن الايرانية تساؤلات عديدة حول طبيعة العلاقة بين النظام الاسلامي الايراني والشعب , وقبل كل شيء علينا أن لا نبخس أرادة و قَدَر أي شعب من شعوب الارض , فانتصار الثورة الاسلامية في شباط 1979 ودستورها قد أثارا مخاوف مشروعة وغير مشروعة في دول الخليج العربي حيث تعاني فيها الأقليات الشيعية من التهميش والقمع والتغييب , فكان التدخل والتدخل المقابل  وتحولت بلداننا الى ( المجال الحيوي ) لهذا الطرف أو ذلك ,

 شهدت المنطقة عدة حروب بالأصل وبالوكالة , أنها حرب باردة اقليمية ستكلف الطرفين الكثير من المال وسينهار أحدهما لا محال , فالحرب الباردة مكلفة جدا بسبب سباق التسلح الهائل , السعودية تصدر 7 ملايين برميل في اليوم وموسمي الحج والعمرة تدر عليها أكثر من 22 مليار دولار الى جانب محفظتها الاستثمارية الفاعلة في الاقتصاد الامريكي والاوربي كل ذلك جعلها في مأمن من الانهيار ولا زال المواطن السعودي يعيش في مستوى اقتصادي لائق , 

 في ايران المعادلة اهتزت كثيرا فالاقتصاد يعاني من العقوبات الامريكية مما حرمنه من مليارات الدولارات كاستثمارات كما أنه يعاني من مشاكل بنيوية وتعدد الصلاحيات والمسؤوليات , والحلول عاجزة على الوصول الى الحد من التضخم وتدهور سعر صرف العملة الوطنية مقابل الدولار , وفي سبيل جذب رؤوس الاموال فقد منحت المصارف فائدة تصل الى 22% على الودائع الثابتة مما أثقلها بفوائد عالية , كما أن المنتجات الايرانية لا تصمد بالمنافسة في الاسواق الخارجية أمام السلع التركية والصينية , لذا فالتمسك بالسوق العراقية والافغانية هو خيار استراتيجي أيراني ,

 وفي سبيل سد العجز الكبير في الموازنة فقد كان على حكومة السيد حسن روحاني اللجوء الى الخيار الصعب , حيث تضمنت موازنة العام الشمسي الجديد في 21 اذار القادم على ضرائب جديدة على وقود السيارات وفواتير الكهرباء والخدمات الاخرى مع تخفيض الاعانات الاجتماعية للعوائل الفقيرة لتضيف أعباء هائلة على العائلة , فكانت شرارة الاحتجاجات التي وصل قتلاها الى 26 قتيل ومئات المعتقلين وحرائق وتدمير للممتلكات الخاصة والعامة , احتجاجات فاجأت السلطات الايرانية نفسها والعالم أيضاً ,

 والاخطر كان تصدر الشباب قيادة تلك المواجهات , احتجاجات تحتاج الى وقفة مراجعه عامه وللسياسة والاقتصاد , فالشباب هُم مَنْ سيقرر مصير النظام السياسي الايراني وتوجهاته ويجب النظر بجديه لتلك الشريحة الواسعة التي ولدت بعد عام 1990, فلا يعنيها الحديث عن الحرب والثورة , ما يعنيها هو الوظائف وفرص العمل والعيش الكريم , وما جرى هو جرس انذار للنظام الايراني بهرميته المعروفــة بضرورة النظر بجديه للمطالب الجماهيرية المشروعة وتوفير أفضل وسائل العيش للشعب الايراني مما يُجنبه أي اختراق خارجي ويجعله في مأمن من الوقوع في شرك الاعداء والحاقدين , فاعداء الشعب الايراني كانوا واضحين جدا في تغطيتهم لسير الاحداث وعلينا الحذر منهم فتجربتنا معه غنيه جداً فالإمبريالية العالمية لا تهمها حرية وكرامة الشعوب , ونحن هنا في العراق نريد ايران الجارة مستقرة وآمنـه ...


@*@model web.ViewModels.NavMenuVM*@