الموسوعة الإعلامية




قيس الوالي

أقام الفنان المغترب ستار كاووش معرضاً احتوى على (30) لوحة رسمت بمواد مختلفة ومحاضرة عن تجربته الفنية على قاعة (ألف) في لندن ، بحضور عدد كبير من المهتمين بالشأن الفني أصدقائه وأساتذته من الفنانين وإعلاميين ومثقفين وإغناء الأمسية بمداخلات الحضور حول الموضوعات التي كانت تشغلهم بخصوص الفن العراقي أو حول أعماله الفنية ، وكانت أمسية مهمة تؤكد تصدر الفن التشكيلي العراقي على واجهة المشهد الفني في المنطقة على حساب الكم والكيف .

 ولعل تجربة كاووش من التجارب الجمالية المهمة التي تكرست منذ ثمانينيات القرن الماضي وهو لا زال طالبا في أكاديمية الفنون الجميلة وإغترافه من فن الكبار ( فائق حسن ،والدروبي ،رافع الناصري ) وآخرين أشرفوا على نماء هذه النبتة وسقوها بتجاربهم المميزة ، وصولا الى تغريدة أمه وهي تفاخر نساء الحي (بأن الرسم يبدأ من هنا) لقدرته الفائقة في رسم البورتريه لشخصيات المحلة ، وقد بدأت موهبته تكبر على الرغم من تشبثها بمعطف التعبيرية الألمانية وعدم حيادها عن ذلك ، ولكن كاووش استطاع أن يتلقف الطريق المؤدي الى الطمأنينة ومحمولاتها بأن محبته للرسم بدأت تتجاوز الهواية وتصل الى مستوى الإبداع والحرفنة التي أتقنها تماما في الرسم الواقعي ،ومن ثم تخطيطاته ورسوماته في المجلات والصحف العراقية .

ولكن بعد هذا لا بد لأي فنان وله أيضا أن يختار اسلوبا قريبا الى نفسه ليكون أداته في التعبير ، وهكذا وقع ليس صدفة أو إعتباطا ، وأنما بوعي قصدي على التعبيرية التي تناولها منذ طروحاتها الأولى التي تختفي فيها الملامح والتشريح والمحافظة على الخطوط الخارجية للشكل سواء كان موجودا خارجيا (شجرة أو كائن حي) أو انسان مع احتفاء باللون البهيج وتألقه المثير حين يلامس مشاعر المتلقي الداخلية وتحسسها لأثر اللون في الذات ومحمولاته الجمالية والدلالية.


@*@model web.ViewModels.NavMenuVM*@